ترجمة لمقالة سكوتي هندركس
مارس هو شهر تاريخ المرأة في الولايات المتحدة. تكريماً لذلك، لدينا مجموعة من سبعة فرق من النساء غيرن التاريخ. هم من جميع أنحاء العالم، وتشمل النساء من جميع العقائد والدول، ونحن جميعا مدينون لهم نوعاً ما بشيء.
المامبا السود (The Black Mambas)
فريق المامبا يستعد للمراقبة الليلية (غيتي إيماجز)
سُميّت على إسم الثعبان القاتل، المامبا السوداء (Black Mamba) هي مجموعة من حراس الحديقة الذين يحمون الحياة البرية في جنوب أفريقيا. بعد أن تم تدريبهم على التتبع والقتال، ولكنهم كانوا غير مسلحين، أدى وجودهم إلى انخفاض عدد الحيوانات بنسبة ٧٥٪، وكادوا يقضوا على الصيد غير المشروع لوحيد القرن في المناطق التي يقومون بدورياتهم فيها. وهم يعاملون كأبطال محليين ويحظون باهتمام دولي لجهودهم، بما في ذلك جائزة برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
مساهمتها في حماية الحيوانات المهددة بالانقراض هائلة. تُقيّم قرون وحيد القرن بوزنها ذهباً في السوق السوداء، كما أن خفضهم الحاد في الصيد غير المشروع أمر رائع. كما يعتبر فريق المامبا السود مثالاً صارخاً لما يمكن أن تقوم به النساء في ظل احتلال الذكور التقليدي عند التدريب والدعم. و قد استمروا في إلهام حماة الطبيعة في جميع أنحاء العالم.
سحرة الليل (The Black Witches)
ربما أكثر فريق ذو رهبة في قائمتنا هو فوج سحرة الليل (The Night Witches) وهم أعضاء فوج القنابل الـ ٥٨٨ للقوات الجوية السوڤيتية خلال الحرب العالمية الثانية. طاروا في طلعات قصف ليلي، معروفة بصعوبتها في الملاحة والاستهداف في طائرات الراجمة القديمة التي توقف استعمالها و اصبحت معدّة للتدريبات. لقد عملوا بدون مظلات، حيث أن الإرتفاع المنخفض للطلعات الجوية جعلهتا غير مفيدة. كانت الطائرات غير قادرة على حمل الكثير من الوزن، لذلك فإن العديد من الغارات تطلب من كل طيار العودة إلى القاعدة لإعادة تحميلها عدة مرات في ليلة واحدة.
طائرة بوليكاربوڤ پو-٢ (Polikarpov Po-2) التي استعملها فوج سحرة الليل
أثناء الطلعات الهجومية، يوقفون محركاتهم وينزلقون نحو أهدافهم. يقارن الألمان الصوت الغريب للطائرات المنزلقة و هي تلقي بالقنابل إلى صوت سحرة على مكانس طائرة. عندما علم الاتحاد السوفييتي أنه قد تم تسميته بناخثيكسين (Nachthexen) أو سحرة الليل، تبنى الطيارون الإسم لنفسهم.
٢٣ من الطيارين فازوا بميدالية "بطل الاتحاد السوفياتي". كانت الساحرة الليلية ناديشدا پوپوڤا Nadezhda Popova الطيار الانتحاري السوفياتي الوحيد التي فازت بثلاث ميداليات من وسام "تنظيم الحرب الوطنية" لشجاعتها. طارت كل طيار أكثر من ٨٠٠ مهمة، وحمل الفوج بأكمله أكثر من ٢٤ ألف مهمة. ظهروا بشكل بارز في الصور الوطنية وتم تكريمهم لمشاركتم في المعارك الحاسمة.
شخصيات ناسا (NASA) المنسية
كما هو موضح في الفيلم الشهير منذ عامين، استخدمت وكالة ناسا أجهزة كومبيوتر بشرية للقيام بالعمليات الحسابية اللازمة لجعل برنامج الفضاء ممكناً. العديد من هؤلاء النساء هن أمريكيات من أصل أفريقي عملن في مكاتب منفصلة.
إحدى النساء، كاثرين جونسون، قامت شخصياً بحساب المسارات، و نوافذ الإطلاق، ودعم المسارات لاستخدامها في العديد من بعثات ميركوري الفضائية، ومسار أبولو-١١، ومسار العودة لأبولو-١٣. وكان عملها أمراً حيوياً لجهود ناسا للفوز في سباق الفضاء، وحصلت على وسام الحرية الرئاسي في عام ٢٠١٥م.
كاثرين جونسون و هي تتسلم وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما
بالطبع، كان هناك آخرون أيضا؛ ماري جاكسون و دوروثي فوغان من بينهم. مؤلف كتاب "شخصيات خفية" مارغوت لي شيتيرلي أشارت إلى أنه كان هناك "...فرق، و هذه الفرق كان لها فرق أخرى." و هي قالت إنها تدرك أن الفيلم لم يكن يعقل أن يكون له ٣٠٠ شخصية على أي حال. في عصر كانت فيه الحواسيب الميكانيكية محدودة القابلية، كانت الآلة الحاسبة في الكومبيوتر الذي تقرأ فيه هذا، أكثر قوة مما كانت لدى وكالة ناسا؛ كانت هناك حاجة مزدوجة للبشر، لإجراء الحسابات والتحقق منها. لقد اكتسبنا قدراً هائلا من المعرفة في مشاريع ناسا في الستينيات، و هؤلاء النساء جعلن هذه المهمة ممكنة.
مسيرة النساء إلى ڤرساي
في ٥ أكتوبر ١٧٨٩م، أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من سقوط الباستيل، تسلّحت ٧ آلاف إمرأة باريسية بالحِراب والمدافع وساروا إلى القصر لطلب الطعام وانتقال البلاط الملكي إلى باريس. سرعان ما انتشر الخبر، وانضم إليهم الآلاف من الحرس الوطن ، مما أثار فزع قائدهم لافاييت (Lafayette).
وقد التقى بهم حراس وجنود عازمون على إبقائهم خارجاً. سُمح لوفد صغير من النساء بمقابلة الملك ووعد بتقديم الطعام. ومع ذلك ، بقي الحشد غير راضين. بعد العثور على بوابة واحدة بدون حراسة، اقتحمت النساء القصر ووضعوا رؤوس الحراس الملكيين الذين كانوا في طريقهم على الحراب.
أقنع لافاييت العائلة المالكة بالانتقال إلى باريس لإرضاء الجمهور. وشملت هذه الصفقة قبول الملك لمراسيم آب / أغسطس و وثيقة إعلان حقوق المواطن.
يعتبر هذا الحدث بداية انتقال السلطة من النبلاء الفرنسيين إلى الشعب. يمكن تتبع أحداث الثورة الفرنسية، الدامية والعظيمة كما كانت، إلى هذا الحدث. و لا يمكن المبالغة في تأثير نشاطهم. عندما طُلب من رئيس الوزراء الصيني زاو إنلاي إجراء تقييم للثورة بعد مئتي عام، أجاب: "من السابق لأوانه القول". وما زلنا نقدّر حسابات تصرّف هؤلاء النساء.
البليتخلييتس (Bletchleyettes)
خلال الحرب العالمية الثانية، كان كسر شفرة الإينيجما (ِEnigma) الألمانية مشروعاً بالغ الأهمية. وقد اشتهرت العمليات التي نجحت في القيام بذلك في فيلم لعبة الزيف (The Imitation Game). ومع ذلك، قد يتركك الفيلم في التفكير بأن كسر الشيفرات هو لعب أولاد.
في الوقت الذي تذهب فيه معظم الشهرة إلى ألان تورينج (Alan Turing)، لم يكن بالإمكان تحطيم الإينيجما بدون فريق عمل. وكان ثلاثة أرباع الموظفين البالغ عددهم ١٠ آلاف موظف في المشروع من النساء. وقد تم توظيفهم لمهاراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واللغات الألمانية والإيطالية، وبسبب النقص في الرجال حيث أن الباقين كانوا في حالة حرب.
كان لكسر الشيفرة الألمانية أهمية كبيرة بالنسبة للجهد الحربي الذي منح المشروع تصنيفاً أمنياً جديداً لحماية العمل. على الرغم من أن عبقرية تورينج التي لا يمكن التشكيك فيها كانت أمرًا حيويًا، إلا أنه لم يكن بالإمكان كسر الرموز مطلقاً بدون الفريق بأكمله. عملهم الدؤوب هو السبب في أن هذه المقالة كتبت باللغة الإنجليزية و ترجمت وليس الألمانية.
الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة
خلال الحقبة الڤيكتورية المتأخرة، نشأت منظمات حق التصويت النسائية في جميع أنحاء العالم. ساعدت واحدة من أبرز الناشطات الحقوقية، إيمالين بانكهرست Emmeline Pankhurst، على تنظيم مجموعة إنجليزية من شأنها أن تهيمن على الكثير من النقاشات. كانت المجموعة من النساء فقط، وأعربت عن نضالها مع شعار "الأفعال ، وليس الكلمات" .
وضغطت المجموعة على البرلمان لتمرير قانون الاقتراع. أدى فشل البرلمان في الرد، واعتقال العديد من الأعضاء المتظاهرين، وبعض الملاحظات غير الحكيمة من قبل رئيس الوزراء هنري كامبل-بانمان، إلى اتخاذ المجموعة المزيد من الإجراءات الصارمة. بما في ذلك الإضراب عن الطعام والحرق، والمحاولة الشهيرة لربط لافتة إلى حصان الملك. تم إيقاف محاولات الشرطة لاعادة اعتقال النشطاء. و الذين تم إطلاق سراحهم للتعافي من الإضراب عن الطعام من قبل مجموعة من الأعضاء الذين تعلموا فنون الدفاع عن النفس.
في حين لا يزال الجدل العام لأعمالهم العسكرية محل نقاش، إلا أن قدرتها على نشر أهداف ودوافع وأنشطة حركة التصويت لا تزال موضع شك. ومن المتفق عليه أيضا أن حركات الانتخاب الأكثر اعتدالا أُجبرت على التنظيم بشكل أفضل استجابة للنشاط الإرهابي. من المرجح أن يكون التأخير العالمي قد تأخر دون اتخاذ إجراءات دراماتيكية.
ليسستراتا
فريقنا الأخير من النساء، للأسف ، هو من ضرب الخيال. من العار هذا لأن التاريخ العالمي ربما سيكون في أحسن حال على الأرجح إذا كانوا حقيقين، لأنهم تمكنوا من إنهاء الحرب التي أنهت العصر الذهبي لليونان.
في المسرحية، التي تحمل اسم شخصية هذا العنوان، تدرك نساء أثينا وغيرها من المدن الكبرى في اليونان أن الحرب البيلوبونيسية كانت كارثية. وبما أنهم يفتقرون إلى السلطة السياسية، ويرفض أزواجهن أخذ مخاوفهم مأخذ الجد، فإن النساء أعلنَّ الإضراب الجنسي حتى يندلع السلام. و لمواصلة جدول أعمالهم، اقتحموا الأكروبوليس والتقطوا الخزانة الأثينية. و حاول رجال جميع دول المدن إقناع النساء بخرق الإضراب لكنهم مجبرون على صنع السلام بدلاً من ذلك. المسرحية بذيئة بشكل لا يصدق ولكن أيضا مضحكة.
استُخدمت الإضرابات الجنسية بشكل كبير في الحياة الواقعية أيضاً، وعلى الأخص في كولومبيا وكينيا. هذه الأعمال لها دين عظيم لنساء الخرافيات في أثينا. وقد تم استعارة المفاهيم الأساسية والموضوعات المسرحية مرات لا تحصى في الـ ٢٥٠٠ سنة منذ الإنتاج الأول. إن مفهوم المهزلة التي تسخر من متاعبنا السياسية الحالية هو عنصر أساسي في السينما والمسرح، وهؤلاء النساء من أوائل النساء في هذا التقليد الطويل والمضحك.
