هل فرديناند ماجيلان هو من اكتشف الفلبين؟
الإثنين 26 شباط 2018

تخبرنا كتب التاريخ أن فرديناند ماجيلان، المستكشف البرتغالي، كان أول من اكتشف الفلبين. ولكن كل ما فعله حقا كان إعلان أن الفلبين لإسبانيا.

قبل وقت طويل من وصول ماجلان إلى الفلبين، جاء الزوار والتجار و المستعمرون من أراضي بلدان بعيدة إلى الفلبين.

ويعتقد أنه في ٣٠٠٠ قبل الميلاد تقريباً، بدأ الملايو-البولينيز الهجرة من تايوان في شمال لوزون، و على مدى الألفي سنة بعدها انتشروا في جميع أنحاء الفلبين.

و يدعم ذلك، البحث الذي أجرته شعبة الآثار بالمتحف الوطني للفلبين في عام ٢..٢م. و قد جمع فريق البحوث الأدلة التي أظهرت أن الهجرة من تايوان إلى باتانيس و لوزون بدأت منذ حوالي ٤٠٠٠ سنة، وأن المستوطنات ازدهرت في جميع أنحاء المنطقة ل ٥٠٠ سنة المقبلة.

وكان التجار العرب قد احتكروا تقريباً تجارة التوابل حتى عام ١٥١١م. بحلول القرن التاسع، بدأ التجار المسلمين من سومطرة ملاكا و بورنيو، برحلات إلى ميندانا و سولو. دخل الإسلام في سولو في عام ١٢١٠م، و شكلت الجماعة الإسلامية الأولى في سولو من رجل داعية يدعي أنه عربي و عُرف باسم توان مشايكا. رجل عربي آخر إسمه شريف آل-هاشم سيّد أبو بكر، من مواليد جوهور، وصل إلى سولو سنة ١٤٥٠م، وتزوج ابنة أحد الزعماء المحليين و أسس سلطنة سولو.

ثم وصل الداعية الإسلامي شريف محمد كابونسوان من ملاكا إلى مالابانج (مقاطعة لاناو-ديل-سور) في أوائل القرن السادس عشر و أدخل الإسلام إليها. أسس سلطنة ماغوينداناو و عاصمتها كوتاباتو في سنة ١٥١٥م بعد أن تزوج أميرة من هذه المنطقة.

في القرن الحادي عشر، بدأ تجار توابل من الصين في الذهاب إلى الفلبين أكثر، و من هناك كانت التجارة في لوزون، و هناك أستددلالات أنها وصلت الى بوتوان في أقصى الجنوب الشرقي.

في عام ١٤٠٥م، أعلن الإمبراطور الصيني يونغ لو (سلالة مينغ) جزيرة لوزون أنها أصبحت جزءا من امبراطوريته. أطلق الصينيون أسم لوي سونغ على الجزيرة، حيث نشأ منها على الأرجح أسم لوزون، ولكن يدعي آخرون أنه يأتي من كلمة لوسونغ (هاون خشبي) بلغة التاغالوغ المحلية. لا أحد متأكدا حقا ولكن أشعر أن الأول هو الأرجح.

بعد وفاة يونغ لو، أصبح أبنه هو الإمبراطور الجديد و يبدو أن لا مصلحة له في لوي سونغ (لوزون). ولكن العديد من الصينيين بقوا فيها إلى وقت لاحق  و أصبحت تعرف بإسم "سانگليز" من قبل الإسبان. و كان الأكثر شهرة من نسلهم هو الدكتور خوسيه ريتزل.

في ١٦ أيار/مارس سنة ١٥٢١م، وصل فرديناند ماجلان إلى الفلبين و أعلنها تحت حكم إسبانيا. كُتب التاريخ تجعله يبدو وكأنه جاء عن طريق الصدفة، حيث أنه أبحر غرباً من إشبيلية بحثاً عن طريق إلى جزر التوابل. ومع ذلك، فمن المرجح جداً أنه يعرف أين كانت تقع الفلبين. والسبب أن في عام ١٥١٥م، تومي بيريس، صيدلي الأمير البرتغالي ألفونسو، إلتقى مجموعة من الناس من لوزون في ملاكا. وأطلق عليهم أسم لوزونيس (Luzones) وقال أن تقريباً ٥٠٠ شخص منهم يعيشون في ملاكا.

قضى فرديناند ماجيلان بضع سنوات في ملاكا قبل حملته للعثور على طريق غربا إلى جزر التوابل، لذلك ربما سمع حكايات لوزون و عرف أين كان موقعها من لوزونيس الذي كان يعمل هناك.

نحن غير قادرين على تسمية أول شخص اكتشف الفلبين، كما أن هذا الشخص غير معروف. ما نعرفه هو أنه لم يكن فرديناند ماجيلان فقد كان متأخراً بضعة آلاف من السنين ليكون هو الأول.

لا أعتقد أن فرديناند ماجيلان يجب أن يُكتب له في كتب التاريخ عن الفلبين لأنه لا شك في أن وصوله لم يكن جزءا رئيسيا من تاريخ هذه البلاد، ولكن يجب تغيير هذا إلى أنه أول أوروبي اكتشاف الفلبين.

لقد بدأت من عام ٣٠٠٠ قبل الميلاد، ولكن هناك الآن أدلة من الحمض النووي بأنه من المرجح جداً أن النيغريتو نشأوا من شرق أفريقيا قبل فترة طويلة من ذلك، وبالتالي فإن اكتشاف الفلبين يجب أن يعود إلى النيغريتو.