كذبت علينا قارئة الفنجان
الثلاثاء 20 شباط 2018



قصيدة شعرية من بحر الخرط. قوية المعنى، واضحة البيان، لحكومة الكاولية البدوان، من زربان و وطبان، وغيرهم من الصبيان. و بعدهم الى حكومة الكردان و العجمان و المعدان.

بقلم: حسين ج. الحسيني


كان يا ما كان، في قديم الزمان

...بلد يحكمه صدام و اخوه وطبان

...يعيث فيه الفساد شبلان

...قصي و عدي و عمهما برزان

يسرق امواله الرفاق مزبان و الجبوري مشعان

خرّبوا، سجنوا، حبسوا و قادونا كالطليان

قالوا نحن السادة، و أنتم عبيد و معدان

نتوارثها كأمية، معاوية منهم و أبن عمه مروان

نحكم كما حكموا و كلامنا هو الفرقان

لا نحبّ الغرماء و نفعل بهم كما فعلنا بالتكريتي حردان

نتعقبّ الآخرين الى آخر الدنيا كما تبعنا الحكيم مهدي الى السودان

امّا أولئك الذين دمائهم غير نقيّة فنبعثهم الى طهران

في سفرة ممتعة بين السهول الخضراء و شجر الجوز و العنب و الرمان

نحيطهم بالمودّة و ما تكنّه أنفسنا من الحنان

الرجال نحبسهم، و نخلّي سبيل الاطفال و الشيوخ و النسوان

دخل علينا جبابرة الارض و قالوا أتيناكم محررين لا فاتحين و جلبنا معنا الهامبركر و الكوكولا و العمران

اصطحبوا معهم جنود من بولندا و هندوراس و اليابان

قلنا ها هو التغيير و الطوفان

هدّت قلاع عالية مبنيّة من دمائنا و جماجم آبائنا، و هرب بطلنا و نام في حفرة مع الفئران

خاف قياصرة الارض و أرتعشت كراسي العربان

البعيدين منهم و كلّ الجيران

جاء معهم قدوتنا كما اعتقدنا ,ختموا جزء عمّه و قارئي مفاتيح الجنان

في لحظة اسرع من البرق اصبحوا عتاوي سمان

نخروا البلاد و توغلّوا في مفاصلها كالسرطان

الفقراء ليس همّهم ,بل الماس و الياقوت و الكهرمان

خربت نفوسهم، و تحجرّت قلوبهم و عشعش في لبّهم الشيطان وهذا حال الأديان

انتخبنا، فازوا و جلسوا فيما بينهم و اختاروا للقيادة جربوع منهم قبل دخول قبّة البرلمان

عارض احبابنا و أخوتنا راكبي المرسيدس و البعران

قالوا، أن أصله من الجارة الخرائية ايران

أجبنا، سنأتيكم بواحد من ابناء عدنان

و دليلنا ,شربه القهوة العربية بالفنجان

و أنتقل شارع الحمرا الى منطقتنا الخضرا و أصبح عراقنا كلبنان

للقيادة شيعي، و للجمهورية رئيس من كردستان

و للنوّاب سيّد سني من غير التركمان

دخل علينا أحبّة و اخوان يريدون قتلنا من العربان الجربان

جاءونا بحقد دفين بعضهم من أسوان

و أغلبهم من الجزيرة و سورية البعث و بني حمدان (اليمن)

و موجات اخرى من جبال الاطلس و تونس الخضراء و من كل الأركان

اللواطة دينهم و الدعارة و حبّ الغلمان

تكاثروا علينا لمصّ دمائنا كالبقّ و الذبان

حكمت الرذيلة و اصبح الحق باطلا و انتشر الذلّ و الهوان

و طرقت مسامعنا اسماء جديدة

و أناس اجسادهم في العراق و قلوبهم في خراسان...

يهيمون عشقا و يحملون حبّا كبيرا لساسان

بين ثنايا الروح و الوجدان

منهم شهرستاني و اصبهاني و ابن عبطان

بدأ العدناني صولة للفرسان

قال بعدها سنبدأ ببناء الانسان

نعمّر من الجنوب الى الشمال و سيرتفع عاليا البنيان

البصرة و المثنى و كربلاء و ميسان

وكل المدن الاخرى و أن كانت صغيرة و حتى بدرة و جصّان

سنجعل العراق عامرا كدبي و الشارقة و عجمان

و سنبعدكم عن أكل الشلغم و الفجل و الريحان

و مرقة العدس و السبزي و الباتينجان

ستأكلوا النواشف و الاسماك الطازجة و الفواكه المفيدة لضخ الدم اكثر في الشريان

لن نحكمكم بالقوة كما فعل طالبان

الذين غيرّوا الايمن أيسرا و حكموا بالنار و الحديد كابول و قندهار و اجزاء اخرى من افغانستان

انتخبنا مرة اخرى و فاز من فاز و خسر الخسران

قالوا الفائز تغيّر و اصبح بعد دخول القبة ,الآن

القانون و الدستور هذه المرّة لن يكونا الميزان

تمّ التكويش على نزاع الملكية، وجهاز حنين

(برفع الحاء) و شركة الطيران

انتظرنا الوعود الوردية و كثر الضرب فينا و أصبح الكثير منّا عرجان

و القسم الاخر فقد العقل و بدأ بالهذيان

و آخرون حالفهم الحظ ,لا يدروا ما يجري حولهم و حولنا ,تعوقّوا و اصبحوا عميان

ارتفعت حرارة الصيف و وصلت حدّ الغليان

يمشي واحدنا مترنحا من شدّة الحرّ كالسكران

لا كهرباء ,لا ماء و اصبح العراقي أجلح من الملحان

يغرّد وزير الكهرباء من شاشة التلفزيون كالبلبل الفتّان

انها قادمة قريبا، لا تأخذ من العمر الاّ عقدان

لا تتظاهروا و نوصيكم بالصبر و السلوان

و رفقا بكم استوردنا رشاشّات الماء لكبحكم و قلّ ما ندر نفتح النيران

نحن الاعلم بمصلحتكم، فلماذا تهيجوا علينا كالثيران؟

لقد انشغلنا بأمور اخرى اكثر اهمية و ربما اصابنا بعض النسيان

ذرفوا دموع التماسيح مرة اخرى و وعدونا بالسلم و الامان

لهم الميزانية والنفط و لنا عاشور ورمضان

شهران مباركان

كل من عليها في العراق من رجال الدين والسياسة فاسدان

سنة وشيعة وكرد كلهم جربان

لكل مرجعية فرهود و نهبان

و اخيرا انجلى الدخان

و كذبت علينا قارئة الفنجان